ما المقصود بابيضاض الدم (اللوكيميا)؟
ابيضاض الدم (اللوكيميا) هو سرطان الدم.
وعلى العكس من أنواع السرطان الأخرى، لا يؤدي ابيضاض الدم (اللوكيميا) إلى تكوّن كتلة كالأورام، بل إلى زيادة مفرطة في تكوّن خلايا الدم البيضاء السرطانية. ويعد
ابيضاض الدم (اللوكيميا) -- وهو مصطلح مشتق من الكلمات اليونانية التي تعني "أبيض" و"دم" -- في الغالب مرضًا خاصًا بالأطفال. إلا أنه
يصيب في واقع الأمر الكبار أكثر من الأطفال. ويصيب المرض الرجال بصورة أكثر من النساء، وكذلك الأشخاص من ذوي الأصول القوقازية أكثر من الأشخاص ذوي الأصول
الأفريقية-الأمريكية. وتحدث نحو 30000 حالة إصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا) سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
يحتوي الدم على ثلاثة أنواع من الخلايا: خلايا بيضاء لمكافحة العدوى، وخلايا حمراء لنقل الأكسجين، وصفائح دموية للمساعدة على التجلط. وتجتمع هذه الأنواع الثلاثة في سائل
البلازما. ويتم تكوين مئات المليارات من خلايا الدم الجديدة يوميًا في النخاع العظمي -- أغلبها من الخلايا الحمراء، بينما في مرضى ابيضاض الدم (اللوكيميا)، يبدأ الجسم في إنتاج خلايا بيضاء بصورة تفوق احتياجاته. ولا تصل العديد من هذه الخلايا البيضاء الزائدة عن الحاجة في العادة إلى مرحلة النضج، إلا إنها تستطيع البقاء لفترة تزيد كثيرًا عن عمرها الافتراضي الطبيعي.
وعلى الرغم من أعدادها الهائلة، يتعذر على خلايا ابيضاض الدم (اللوكيميا) هذه مكافحة العدوى، مثل خلايا الدم البيضاء الطبيعية. ومع تراكمها، تبدأ في التعارض مع الوظائف
الحيوية للأعضاء، بما في ذلك تكوين خلايا دم سليمة، مما يؤدي في النهاية إلى عدم وجود أعداد كافية من خلايا الدم الحمراء لتوفير الأكسجين، أو الصفائح الدموية لضمان
التجلط المناسب، أو الخلايا البيضاء الطبيعية لمكافحة العدوى بالجسم، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة مرضى ابيضاض الدم (اللوكيميا) بالأنيميا، ويجعلهم عرضة للإصابة
بالرضوض والنزيف والعدوى.
يتم تصنيف حالات ابيضاض الدم (اللوكيميا بوصفها حادة أو مزمنة. وفي حالات ابيضاض الدم (اللوكيميا) الحادة، تبدأ الخلايا السرطانية في الانقسام قبل أن تصل إلى مرحلة النضج. بينما في حالات ابيضاض الدم (اللوكيميا) المزمنة، يحدث التطور بصورة أبطأ، حيث تصل الخلايا السرطانية إلى مرحلة النضج التام. كما يتم تصنيف حالات ابيضاض الدم (اللوكيميا) وفقًا لنوع خلايا الدم البيضاء الموجودة. ويسهل تمييز نوعين أساسين من خلايا الدم البيضاء تحت المجهر: خلايا نخاعية تحتوي على جسيمات أو حبيبات دقيقة، وخلايا ليمفاوية لا تحتوي في العادة على أي جسيمات أو حبيبات
ما أسباب الإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا)؟
أسباب الإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا) غير معروفة على وجه التحديد. إلا أن اضطرابات الكروموزومات ترتبط بالإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا) وبمرض يسبق الإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا) يسمى خلل التنسج النخاعي. ومن بين كل عشرة أشخاص مصابين بابيضاض الدم النخاعي المزمن، هناك تسعة منهم يعانون - على سبيل المثال - من اضطراب في الكروموزومات يسمى كروموزوم فيلادلفيا في خلايا الدم لديهم. وكما في حالات ابيضاض الدم (اللوكيميا) الأخرى يعد هذا الكروموزوم اضطرابًا مكتسبًا، أي لا تتم وراثته أو انتقاله إلى الأبناء وتقترن اضطرابات الكروموزومات المرتبطة بالعيوب الخلقية، مثل متلازمة داون اقترانًا وثيقًا بالإصابة بأنواع معينة من ابيضاض الدم (اللوكيميا)، كما أن وجود فيروس واحد على الأقل يسري في العائلة نفسها كفيروس نقص المناعة المكتسبة يعد أمرًا وثيق الصلة بالإصابة بنوع نادر من المرض وربما يكون للعوامل البيئية علاقة بزيادة مخاطر الإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا). ويعد المدخنون أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من ابيضاض الدم (اللوكيميا) عن غير المدخنين. وتشير الدراسات أيضًا إلى أن التعرض لفترة طويلة للإشعاع، والعديد من المواد الكيميائية في بيئات المنزل والعمل، والحقول الكهرومغناطيسية قليلة التردد، قد يرتبط بالإصابة بابيضاض الدم
(اللوكيميا)، ولكن لا يوجد دليل قاطع بشأن صحة هذا الأمر كما يعد ابيضاض الدم (اللوكيميا) أحد المضاعفات نادرة الحدوث للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي في حالات الإصابة بأنواع أخرى من السرطان.
منقول للفائدة